كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور

Mstafa Mowafy

:: Lv5 ::
مدير
26 ديسمبر 2022
228
10
18
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
line.png


بين النبي لأصحابه، وللأمة الإسلامية من بعد ذلك أمور دينهم من خلال حديث جبريل، حيث أنه جاوبه، رغم علمه بأنه جبريل، لتصل المعلومة إلى الجالسين معه، ومنهم الأمة.

عن عمر قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ، فصلَّ الله عليه وسلم، أسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا، قال: صدقتَ، فعجبنا له: يسأله ويُصدقه.


قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمةُ ربَّتها، وأن ترى الحُفاة العُراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، ثم انطلق، فلبثتُ مليًّا، ثم قال: يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يُعلمكم دينَكم.


كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل​


عن طريق تبيين معنى الإسلام، والإيمان، والإحسان، وتوضيح مراتبهم.

علم رسول الله من الوهلة الأولى أن السائل هو جبريل عليه السلام، وجابه فقط ليعلِّمنا ديننا، حيث تناول الحديث أصول، أو مراتب الدين الثلاثة: (الإسلام، والإيمان، والإحسان)، أي أنه تعمَّق من الباب الأوسع للدين وهو الإسم، إلى غرف الإيمان، ثم مقاعد المحسنين، فكل مؤمنٍ مسلم، وليس كل مسلمٍ مؤمن، وكل محسنٍ مؤمن، وليس كل مؤمنٍ محسن، يقول سبحانه وتعالى مخاطبًا ومعاتبًا الأعراب: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)، فالإسلام أشمل لكونه العتبة الأولى التي يتخطاها الكافر إلى ساحة النور، أما الإيمان فهو أشمل، وقد تدَّرج جبريل عليه السلام في سؤاله، ورتَّب الرسول صلَّ الله عليه وسلم إجابته.


المرتبة الأولى من المراتب التي بيَّنها رسول الله صلَّ الله عليه وسلم هي الإسلام، حيث أن أول ما سأله جبريل كان عن الإسلام، (قال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا).

نرى أنه صلَّ الله عليه وسلم أجاب جبريل عليه السلام بأركا الإسلام الخمس، والتي كانت قد جُمعت في قوله صلَّ الله عليه وسلم منه قبل: (بُني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت).


أراد رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أن يبيِّن ويؤكِّد لنا أنه لا دين إلا دين إلا دين الإسلام، يقول تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)، فالإسلام هو عبادة الله وحده لا شريك له في الملك، والاستسلام لأوامره ونواهيه ظاهرًا، وباطنًا، يقول سبحانه وتعالى : (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)، وأشار الحديث لكون الإسلام هو الأعمال الظاهرة، بينما الإيمان هو ما بطن من التصديق، وما ظهر من الإقرار، والعمل.


بيَّن النبي معنى الإيمان من خلال حديث جبريل​

الأمر الثاني الذي سأل فيه جبريل هو الإيمان، لأنه كما وضحَّنا من قبل هو الساحة الأوسع بعد تخطي عتبة الإسلام، (قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقتَ)، يتطَّلب الإيمان أن يُقِّر العبد بقلبه، وينطق بلسانه ما أقره، ويعمل بجوراحه بمقتضى تصديقه، وهو مبني، أو مقترن بالإسلام، حيث أنه يُقر، وينطق ويصدق الشهادتين، ويعمل بمقتضاهما بما أمر الله به من العبادة.

لن ينفع المرء أن يؤمن قلبه، ولا ينطق لسانه، حيث أن المشركين كانوا يقرون بوجود خالق يدبر لهم أمورهم ويرزقهم، ولكنهم لم ينطقوا الشهادتين، يقول تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله)، ويقول عنهم في موضعٍ آخر: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون).


فالنطق، وإقرار القلب، والعمل لا ينفكون عن بعضهم البعض، فإن إقرار أبو طالب عم النبي بنبوته لم يكن شفيعًا له، حيث أنه خالدٌ في النار بسبب شركه، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله).

فسَّر النبي أن الإيمان هو الإيمان هو لُب الإسلام، فذكر الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله، وباقي تفاصيل الدين، فالإيمان يشمل الدين كله،حيث قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شعبة أو قال: بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان).


بين النبي معنى الإحسان​

ذُكر الإحسان في نهاية الحديث لكونه المرتبة الأعلى بين المراتب، فهو طبقة خواص المؤمنين، (فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، أي أن الإحسان هو أن تراقب نفسك، وتستشعر وجود الله دائمًا، فتنهاك نفسك قبل أن تنهاك النصوص، والنصَّاح، والمحسنون هم المؤيدون بنصر الله تعالى، وعنايته، يقول سبحانه وتعالى: ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)،فهي منزلة لا يصل إليها الكثير من الناس، يقول تعالى :(الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ).

وآخر ما سأل جبريل عليه السلام النبي صلَّ الله عليه وسلم كان عن الساعة، وأشراطها: (قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمةُ ربَّتها، وأن ترى الحُفاة العُراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)، وقد وقعت أولى علامات الساعة في عهد النبي صلَّ الله عليه وسلم، حيث أن ابنه إبراهيم من مارية مملوكته، وقد كان قليلًا في الأمة في ذلك الوقت، ولما انتشر الجهاد كثر الجواري اللاتي تحملن من أسيادهن في سادة أحرار.


والحفاة العراة، هم عرب البادية الذين كان يغلب عليهم أنهم حفاة، وفقراء، فأكرمهم الله تعالى بدين الإسلام الذي أعز شأنهم وأصبحوا به ملوكًا، وروؤساء، وبدأوا في بناء البيوت العظيمة، الواسعة، وقد بدأ ذلك في الوقوع في النبي صلَّ الله عليه وسلم، وعهد خلفاءه من بعده.


كلمات دلاليه ليس لها علاقه بالموضوع:
النبى,النبي,النبى محمد,النبى والجن,شق صدر النبى,ايذاء النبى,قمر سيدنا النبي,قصة النبي,حوار النبى وابليس,كيف راى النبى الله,النبي أيوب,النبي محمد,الجنى والنبى سليمان,حوار النبي والجن,قصة النبي مع الجن,قصة النبى شيث,حب النبي,نور النبي,بعثة النبى محمد,لأجل النبي,بعثة النبي,وفاة النبي,بكاء النبي,مولد النبي,زواج النبي,بنات النبي,أيوب النبي,عمر والنبى محمد,قمرون سيدنا النبى,النار,النبي يعقوب,زوجات النبي,ابناء النبي,اصحاب النبي,جبريل عليه السلام,قصة جبريل عليه السلام,قوة جبريل عليه السلام,طول جبريل عليه السلام,من هو جبريل عليه السلام,هيئة جبريل عليه السلام,جبريل,عن جبريل عليه السلام,ما هو جبريل عليه السلام,عظمة جبريل عليه السلام,دعاء جبريل عليه السلام,جبريل عليه السلام والرسول,عدد أجنحة جبريل عليه السلام,احاديث عن جبريل عليه السلام,وصيه سيدنا جبريل عليه السلام للنبي محمد,جبريل علية السلام,جبريل عليه السلام هو جبريل عليه السلام كم له جناح,حديث جبريل,جبريل,حديث,حديث جبريل عليه السلام,الحديث,شرح الحديث النبوي جبريل يسأل,حديث سيدنا جبريل مع الرسول صلي الله عليه وسلم,الجبريل,جبريل يسال النبي,جبرائيل,جبيريل يسال,احديث نبوية,لقاء جبريل عليه السلام,ح 1 من برنامج جبريل يسأل,برنامج جبريل يسأل والنبي يجيب,إعراب نحو حديث اللغة العربية,038-حديث,الحلقة الأولي من برنامج جربيل يسال,الدنيا بخير - الشيخ رمضان عبد الرازق يشرح حديث سيدنا جبريل عليه السلام مع رسول الله ﷺ,برامج دينيه,شرح الأحاديث,دين