ماذا يحصل للمؤمن عندما يعبد الله كأنه يراه

Mstafa Mowafy

:: Lv5 ::
مدير
26 ديسمبر 2022
228
10
18
الجنس
ذكر

ماذا يحصل للمؤمن عندما يعبد الله كأنه يراه

  • الاخلاص في العبادة
  • الابتعاد عن الرياء
  • الاتقان في العبادة
  • مراقبة الله سبحانه وتعالى
الاخلاص في العبادة: يحصل للمؤمن عندما يعبد الله كأنه يراه، فهو يقوم بالأعمال الصالحة وهو يقصد بها وجه الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة. قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [سورة البينة].

يجب أن يلتزم المسلم الاخلاص في العبادة في جميع جوانبها. يتضمن ذلك الاخلاص في الصلاة، الصيام، والصوم والصدقة والحج.


الابتعاد عن الرياء: الاخلاص عكس الرياء فالرياء يعني أن يقوم الشخص بالأعمال الصالحة جميعها لكن الهدف من ذلك هو التباهي أمام الناس وهذا يعاكس تمامًا مفهوم الاخلاص. على سبيل المثال يقوم الشخص بالتصدق على الفقراء أمام الناس وأمام الكاميرات والغرض من ذلك أن يوصف بالكريم المعطاء والحصول على ثناء الناس وليس الهدف هو المساعدة والحصول على الأجر والثواب من الله عز وجل.


الاتقان في العبادة: : قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى:٢٠]. الوصول لأعلى مراتب الجنة يتطلب اجتهاد. فالإنسان في الحياة الدنيا إذا أراد الوصول للقمة يجتهد كثيرًا ويخطط من أجل ذلك، فلماذا نعتقد أن الوصول للفردوس الأعلى سهلًا دون أن نبذل جهدًا ودون أن نمنع أنفسنا عن ارتكاب المعاصي.

مراقبة الله سبحانه وتعالى: وذلك يحصل للمؤمن عندما يعبد الله كأنه يراه. تعني مراقبه الله سبحانه وتعالى محاسبة النفس على جميع الأقوال والاعمال والمعاملات. بحيث يدرك المؤمن تمام الإدراك أن الله سبحانه وتعالى يراه لذلك يستحي أن يرتكب المعاصي فيفعل ما أمرنا الله به، ويترك ما نهانا عنه.


قد يظن الشخص المقصر أن مراقبة الله سوف تمنعه من الكثير من اللذات الدنيوية لكن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق. لأن مراقبة الله والالتزام سوف تهدي قلب المسلم وتخرجه من ضيق الصدر والتعلق بالدنيا إلى التعلق بالله وحده والاستغناء عما سواه.


يحصل للمؤمن الغافل عن عبادة الله كأنه يراه

اليوم أغلب حال شبابنا وكبارنا غافل عن عبادة الله ونظن أننا نؤدي العبادات بالشكل الصحيح، لكن انغماسنا في الحياة الدنيا أكبر بكثير. وعندما ينغمس الشخص في الدنيا وينسى الآخرة يحدث له الكثير من الأمور مثل:

  • قسوة القلب والزهد في الآخرة: فلا يدرك المسلم أساسًا أنه مقصّر ولو قام أحد الملتزمين بنصحه لسخر منه دون أن يفكر لحظة بمراجعة نفسه.
  • الإقبال على الدنيا بكل ما أوتي: ليس بالضرورة أن يكون ضياع المسلم عبارة عن ارتكاب للمحرمات، فالانغماس في الدنيا بحد ذاته غير مقبول. يجب على المسلم أن يراعي التوازن فلم يمنعنا ديننا من الاستمتاع بالدنيا لكن وفق شروط وقواعد. على سبيل المثال الشخص الذي يسرف في الأطعمة ويسرف في الإنفاق الحلال ويؤثر الدنيا على الآخرة فقد ضل سواء السبيل.
  • الانهماك في الشهوات واللهو بأنواعه: قال تعالى: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة:55]. اللهو والانكباب على الدنيا صفة أعداء الله. وقد علمنا أننا لم نخلق للدنيا بل خلقنا للآخرة، لذلك يجب علينا أن نستعد للآخرة دون أن ننغمس في الدنيا.
  • إعراض القلوب عن الآخرة ونسيانها: يؤخر الله الناس ويؤخر حسابهم جميعًا لأجل مسمى. لذلك الشخص غير المستعد للقاء الله سبحانه وتعالى سوف يندم حينما يكون الندم بلا فائدة. وأي ضيق أكبر من أن يقابل الإنسان ربه بلا عمل صالح وهو الذي أكرمنا وفضّل علينا بالنعم وبإرسال الرسل لهدايتنا، ونتذكر في ذلك قول نبينا عليه الصلاة والسلام: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
يجب أن يأخذ المؤمن العبرة ممن سبقوه وأن يبادر باغتنام ما تبقى من عمره في العمل الصالح كي ينعم بالسعادة في الدنيا والآخرة. وأن يجتهد ويحرص على إتمام العبادات بأحسن ما يكون. أما الانكباب على الدنيا فيورث لصاحبه الحزن في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَالْعَصْر، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ )

كيف يستطيع المؤمن أن يعبد الله كأنه يراه

من أجل أن يقوم المؤمن بعبادة الله كأنه يراه، يجب عليه القيام بما يلي:

  • الحذر من الشرك
  • متابعة النبي عليه الصلاة والسلام
  • مجاهدة النفس وعدم اتباع الهوى
  • الالتزام بأداء الصلوات الخمس
  • الإيمان بأن الله يراك
الحذر من الشرك: الشرك لا يتضمن فقط الشرك الأكبر وهو الإشراك في عبادة الله وادعاء ما ليس له أساس من الصحة. بل يمكن أن يتخذ الشرك فروعًا متعددة تعرف باسم الشرك الأصغر مثل الرياء وهو القيام بالأعمال الصالحة دون الابتغاء بها وجه الله تعالى وحده. قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]

متابعة النبي عليه الصلاة والسلام: يخطئ البعض في الاعتقاد أنه يكفي فقط الاعتماد على كتاب الله في التشريعات. فالمسلم الذي يرفض السنة النبوية عليه أن يعلم أن الكثير من عباداته غير مقبولة. لأن النبي عليه الصلاة والسلام علّمنا الكثير من أمور ديننا والله عز وجل أمرنا باتباع ما جاء به الرسول. قال سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]


مجاهدة النفس: يبدأ ضلال المسلم عندما يقرر أن يتبع هواه ويريح نفسه ولا يجاهد نفسه بالطاعات. والامر يبدأ بذلك ثم ينتهي في الانجراف وراء الملذات الشخصية بدون حساب أن الله سبحانه وتعالى يراقبنا ويعلم ما نقوم به في السر والعلن

إقامة الصلوات الخمسة: يجب على المسلم أن يلتزم بأداء الصلوات الخمس. لأن الصلاة هي أول شيء يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة. لذلك أسوأ حسرة عندما يواجه المسلم ربه يوم القيامة ويقف بين يديه وهو متخلف عن أداء هذه الطاعة. وعندما يجاهد الشخص نفسه على أداء الصلوات والسنن ويطلب من الله أن يثبته على الإسلام يعينه الله عز وجل في سبيل ذلك لو كان صادق النية


الإيمان بأن الله يراك: اعلم أن الله يراك دون أن تراه، قال تعالى: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء:218-219]. وقال سبحانه إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]