- 26 ديسمبر 2022
- 228
- 10
- 18
- الجنس
- ذكر
من اول من استلم الحجر الاسود من الائمه
عبدالله بن الزبير بن العوام .الحجر الاسود من الأشياء المقدسة في الإسلام، وهو أشرف الأحجار على سطح الأرض، لأنه حجر شريف نزل به جبريل من الجنة وكان لونه أبيض ولكن سودته خطايا بني آدم، ولكن يروى أن محمد بن نافع الخزاعي قد رآه في القرن الرابع الهجرى ورأى أن السواد في رأسه فقط وسائر الحجر أبيض على طوله، فيبلغ ارتفاع الحجر مترًا واحدًا وتصف وهو موجود في الجهة الشرقية من الركن اليماني الثاني في للجنوب الشرقي.
قد شرع الله لنا كمسلمين تقبيله واستلامه ووضع الخد والجبهة عليه أيضًا وذلك لعظم مكانته فهو حجر شريف من أحجار الجنة، ولكن ما يظهر منه الآن جزء صغير فقط عبارة عن ثماني قطع صغيرة مختلفة في الحجم ويقال أن عدد هذه القطع خمس عشرة قطعة ولكن تم تغطية جزء منها بالمعجون لذلك لا يرى الناس إلا جزء صغير فقط، وهذا المعجون عبارة عن خليط من الشمع والمسك والعنبر ويتم وضعه على رأس الحجر فقط.
مكانة الحجر الأسود ليست في قلوب المسلمين فقط بل كانت له مكانة عظيمة في قلوب الناس في الجاهلية، كما مر عليه الكثير من الأحداث وواحد من هذه الأحداث عندما تم إخراج قبيلة جرهم من مكة فقام عمرو بن الحارث الجرهمي على أخذ الحجر ودفنه في زمزم ومضى، ولكن امرأة من خزاعة رأت العملية وأخرجوا الحجر وأعادوه إلى مكانه بجوار الكعبة.
الحجر الأسود والكعبة على مكانتهم فقد مر عليهم أحداثًا عظيمة وخطيرة، وكان واحدًا منهم ما حدث في عهد عبدالله بن الزبير، فكانت هناك حرب بين عبدالله بن الزبير ويزيد بن معاوية في سنة 64 ه وكانت هذه الحرب على الخلافة وطرق الحكم وكيف كان يرتكب يزيد ومعاونيه الكثير من الظلم، وتسببوا في الكثير من المخاطر والظلم، فبسبب هذه الحرب وتحصن عبدالله بن الزبير فيها، احترقت أجزاء من الكعبة وتصدع الكثير من الجدران فيها حيث رمى الحصين بن النمير الكعبة بالمنجنيق فمالت جدرانها، وتصدع الحجر الأسود من هذه الحرائق.
قرر عبدالله بن الزبير هدم هذه الجدران وبناءها وإدخال الحجر في البناء على الصفة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة، وقام بربط الحجر الأسود بالفضة حتى يبقى على حاله، فكان عبدالله بن الزبير بن العوام أول من استلم الحجر الأسود من الأئمة، ثم توالت الأحداث والتجديدات على الكعبة والحجر.
من هو عبدالله بن الزبير بن العوام
عبدالله بن الزبير بن العوام هو أحد الصحابة الكرام وأبوه سيدنا الزبير بن العوام وأحد كبار الصحابة وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأمه السيدة أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، وهذا يدل على أنه ولد في بيت من أكرم البيوت وأنبلها نسبًا وشرفًا حيث ولد في الثاني من شعبان من العام الثاني للهجرة، ويعد سيدنا عبدالله بن الزبير أول مولود ولد في المدينة بعد الهجرة، لذلك فرح المسلمون بولادته كثيرًا وسعدوا سعادة غامرة لأن اليهود ادعوا أنهم سحروا المسلمين فلا يولد بهم أولاد بعد ذلك.تربى سيدنا عبدالله بن الزبير في بيئة صالحة وظهر عليه النبوغ منذ صغره، كما تعهدته خالته السيدة عائشة رضي الله عنها واعتنت به حتى أنها كنيت باسمه لأنها لم تنجب أولادًا، ومال عبدالله منذ صغره إلى القيادة فكان يتميز برباطة جأش وثبات قلب لذلك تنبأ له سيدنا عمر بن الخطاب بمستقبل باهر.
لم يكن غريبًا أن يشارك في معركة اليرموك وهو ابن الرابعة عشرة، كما اشترك مع أبيه في فتح مصر وأبلى فيه بلاءًا حسنًا، وشارك في الكثير من المعارك في فتح أفريقيا، وشارك في الجيوش الإسلامية التي فتحت إصطخر، لذلك تميز عبدالله بن الزبير في الكثير من المواطن وظهرت شجاعته وحكمته عندما حوصر عثمان بن عفان في بيته وكان من أول المدافعين عنه.
قصة الحجر الأسود مع قريش
- موقف خويلد أبو السيدة خديجة رضي الله عنها.
- موقف الرسول صلى الله عليه وسلم.
موقف خويلد أو السيدة خديجة رضي الله عنها: كان خويلد أبو السيدة خديجة رضي الله عنها واحدًا من أكبر الرجال في قريش، والذي سجل التاريخ لهم مآثر في مكة المكرمة، وأعظم هذه المآثر حينما دافع عن الحجر الأسود عندما جاء تبع من اليمن وهاجم مكة للحصول على الحجر الأسود والعودة به إلى اليمن، ولكن خويلد وكبار قريش منعوه وأخذه خويلد وأخفاه من مكانه لذلك لم يستطع تبع أن يأخذ الحجر الأسود وحال خويلد بين تبع وبينه.
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم: قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، أصاب الكعبة حريق هائل أدى إلى تصدع بنيانها، ووهن حجارتها وميل الجدران، فاحتارت قريش ماذا تفعل، فهم يعتبرونها مكانًا مقدسًا فكيف يهدمونها ويعيدون بناءها من جديد، فهي بيت الله في الأرض حتى تقدم الوليد بن المغيرة وبدأ في اقتلاع أول حجر منها، وشارك الكثير من شباب مكة وقريش بالأخص في هذا وكان الرسول صلى الله عليه وسلم شابًا حينها، فنقل الحجارة مع الناقلين من بني هاشم، وأعادوا ترميمها وجاءت لحظة وضع الحجر الأسود فاختلفوا.
اختلف الناس الذين ساهموا في إعادة ترميم الكعبة فيمن سيضع الحجر الأسود مكانه، وهذه من المواقف التي تدل على عظمة مكانة الحجر الأسود في قلوب أهل مكة، فاتفقوا على أن أول شخص سيظهر من وراء الكعبة سيفصل بينهم، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم، فاقترح عليهم أن يأتوا بجلباب أو شيء من هذا القبيل ويضعون الحجر فيه وتتشارك أفراد القبائل في وضعه عن طريق اختيار فرد من كل قبيلة فوافقوا ووضعوا الحجر الأسود مكانه وكان ذلك لحكمة.
بناء الكعبة في أيام عبدالله بن الزبير
لما قرر عبدالله بن الزبير بناء الكعبة بعد تصدعها، استشار بعض الصحابة وأشار عليه جابر بن عبدالله وعبيد بن عمير بذلك، ولكن ابن عباس قال له: أخشى أن يأتي بعدك من يهدهما، فلا تزال تهدم حتى يتهاون الناس بحرمتها، ولكن أرى أن تصلح ما وهى منها، وتدع بيتًا أسلم الناس عليه، وأحجارًا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، فرد عليه سيدنا عبدالله وقال: لو احترق بيت أحدكم ما رضي حتى يجدده، فكيف يبيت ربكم، ثم استخار وقرر البناء والترميم.رممها سيدنا عبدالله على الصورة التي وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث السيدة عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا عائِشَةُ، لَوْلا أنَّ قَوْمَكِ حَديثُو عَهْدٍ بشِرْكٍ، لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ، فألْزَقْتُها بالأرْضِ، وجَعَلْتُ لها بابَيْنِ: بابًا شَرْقِيًّا، وبابًا غَرْبِيًّا، وزِدْتُ فيها سِتَّةَ أذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ، فإنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْها حَيْثُ بَنَتِ الكَعْبَةَ”، فبناها سيدنا عبدالله على هذه الصورة