من صور المحافظة على النعمة

Mstafa Mowafy

:: Lv5 ::
مدير
26 ديسمبر 2022
228
10
18
الجنس
ذكر

من صور المحافظة على النعمة​

  • حفظ فائض الطعام من الولائم والمناسبات وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين.
  • التنسيق مع الجمعيات الخيرية لتجميع الفائض من الطعام وتوزيعه.

  • إرسال الزائد عن الحاجة من طعامٍ أو ملبسٍ إلى الجمعيات؛ لتوزيعها على المحتاجين.

  • عدم استخدام النعم فيما يُغضب الله من ذنوبٍ أو معاصٍ.
  • ألّا تتكبّر بنعم الله عليك على أحدٍ من خلقه.
  • عدم المبالغة في كميات الأكل والشرب.
  • حساب عدد الحضور في أي مناسبة لعدم الإسراف في صناعة الطعام.
تنقسم النعم إلى نِعم مطلوبة بذاتها في الحياة الدنيا ونِعم تُطلب لأجل غاية الآخرة، يصل إليها الإنسان بفضائل الأخلاق والإيمان بالله، وكذلك بصور نِعم الله الدنيوية كالصحة والقوة والمال والأهل، والأسباب التي تجمع كل ذلك هي الهداية والسداد والتيسير، وكلها نِعمٌ عظيمة يجب أن يشكر العبد ربه عليها.

ومن أسباب طاعة الله والتمسُّك بها وتجنُّب الذنوب، هي رغبة المؤمن فيما أعدّه الله له من جزاء، فالخوف من أن يحرمه الله النعم التي لديه بسبب معصية أو ذنب خوفٌ في محله؛ لأن الذنوب من دواعي زوال النعم الموجودة وقطع النعم القادمة، أي أنّ ما يجلب النعمة هي طاعة الله وما يمنعها هي المعصية.


ومن صفات المؤمن أن يشكر الله على نعمه وأن يصبر على المصائب، فلا يجزع من الابتلاءات، كما لا يمنعه ذلك الأخذ بالأسباب، فهو يصبر على ما يصيبه ويعلم أنه نعمةٌ وقدر من الله وله فيه حكمة، ويكون في ذلك تذكرةً لكي يبادر بالتوبة من المعاصي أو الذنوب؛ فقد يُحرم الإنسان من نِعمٍ كثيرة لذنوبه، فقال تعالى: «ومَا أصَابَكُم مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أيْدِيكُم ويَعفُو عَنْ كَثِيرٍ»، وقال تعالى: «مَا أصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ الله ومَا أَصَابكَ مِنْ سَيِّئةٍ فَمِنْ نَفسِكَ».

وسائل المحافظة على النعمة​

  • شُكر الله.
  • ترك الذنوب والمعاصي.
  • استشعار النعمة.
  • أن ينظر الإنسان لمن هو أسفل منه.

شُكر الله: هو من أهم أسباب حفظ النعم التي أنعم الله بها علينا، ويعني الاعتراف بالنعمة للمُنعِم وهو الله عز وجل، وعدم تسخيرها في غير طاعته أو إهدارها، والشُكر وسيلة لزيادة وجلب النعم وحفظ النعم الموجودة؛ ولهذا كان السلف يسمونه “الحافظ الجالب”، وفي ذلك قال الله تعالى: «وإذ تأذَّنَ رَبُّكُم لئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ولَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَديد».

ترك الذنوب والمعاصي: فإنّ المعاصي سببٌ في زوال النعم، ويُبيِّن الله عز وجل في القرآن الكريم أمثلةً كثيرة، عن أقوامٍ رزقهم الله بنعمٍ كثيرة فقابلوها بالعصيان والذنوب، فسلبهم الله تلك النعم، قال تعالى: «وضَرَبَ الله مَثَلًا قَريةً كَانَتْ آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يأتيها رِزْقُها رَغَدًا مِن كُلِ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأذَاقَها الله لِبَاسَ الجُوعِ والخَوفِ بِما كانوا يَصْنَعُون»


استشعار النعمة: إنّ التأمل في نعم الله واستحضارها من أسباب وطرق الحفاظ على نعم الله، فمن الواجب التأمل في أنواع النعم التي أنعم الله بها علينا، من صحة ومأكل ومشرب ومسكن وملبس، وفي ذلك يقول الله تعالى: «يا أيُّها النَاسُ اذْكُرُوا نِعمَتَ الله عَلَيكُم هَلْ مِن خَالِقٍ غَيْرَ الله يَرْزُقُكُم مِنَ السَمَاءِ والأرْضِ لا إلَه إِلَّا هوَ فَأنّى تُؤفَكُون»

أن ينظر الإنسان لمن هو أسفل منه: فالإنسان إذا نظر إلى من هو أقل منه في أمور الدنيا، ظهرت له نعمة الله عليه واضحة وشكره عليها، وإذا رأى مَن فضّله الله عليه في النعم استصغر ما عنده، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى مَن هو أسفل مِنكم ولا تنظُروا إلى مَن فَوقَكُم فهُوَ أجدَر أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ الله عَليكُم».

ما هي أعظم نعمة أنعم الله بها على الإنسان​

نعمة الهداية إلى دين الإسلام والثبات عليه.

يقول ابن تيمية: «وأعظمُ نعمته عليهم أن أمرهم بالإيمان وهداهم إليه، فهؤلاء هُم أهلُ النعمة المُطلقة المذكورين في قوله: “اهدِنا الصِراطَ المُستَقِيم، صِراطَ الّذِينَ أنْعَمْتَ عَليهِم”»، فإنّ من أعظم نعم الله على العبد أن يهديه، ويوفقه إلى الإيمان به وبرسله والالتزام بدين الإسلام، فتكون نعم الدنيا من كل أنواع الزرق، نعمةً من الله في حق من يشكره عليها، لا من يكفرها ويعصي الله بها.

ومن يفكر في نعمة دين الإسلام فإنّ عاقبتها الجنة ودار النعيم، فهي نعمةُ الله التي يتوجب علينا شكره بالثبات عليها، والحفاظ عليها بطاعته وترك المعاصي والذنوب، وأن نستعيذ بالله من أسباب زوال هذه النعم، قال الله تعالى: «اليَومَ أكْمَلْتُ لَكُم دِينَكُم وأتْمَمْتُ عَلَيكُم نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُم الإسلامَ دِينًا».


ومِن نعم الله التي يجب أن نشكره عليها هي الصحة في البدن والعقل والسمع والبصر، والأمن في الوطن والأهل والمال، وقد رُوي عن عليٍّ رضي الله عنه أنه قال: «إنّ النِعمة موصولةٌ بالشُّكر، والشُّكر مُتعلِّقٌ بالمزيد، وهما مقرونان في قرنٍ، فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشُّكر من العبد».

إنّ المعنى الحقيقي للشكر هو مقابلة نعم الله بمحبته والإيمان بالله ورسله، والاعتراف بنعمه التي لا حصر لها، وشكره عليها بالقول الصالح والثناء، والإكثار من الحمد والتكبير والتسبيح، فعن معاذ رضي الله عنه أن قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أحِبُّكَ، فقُل: اللهم أعِنِّي على ذِكرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنَ عِبَادَتِكَ».


وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام حتى تفطّرت قدماه، فقالت له السيدة عائشة: أتصنعُ هذا وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبِك وما تأخّر؟ قال: أفلا أكونُ عبدًا شاكرًا!»، وقال عمر بن عبد العزيز: «قيِّدوا نِعم الله عز وجل بالشُّكر لله تعالى».

كيف يشكر المؤمن ربه على كثرة النعم​

يكون شكر المؤمن لله على نعمه الكثيرة بتحقيق أركانه من شكرٍ للقلب واللسان والجوارح.

وفي ذلك قال ابن القيم: «الشكر يكون بالقلب: خضوعًا واستكانةً، وباللسان: ثناءً واعترافًا، وبالجوارح: طاعةً وانقيادًا».

شكر القلب: يكون ذلك بأن يتأمل المؤمن قيمة النعم التي أنعم بها الله عليه، ويجب عليه نَسَبُ هذه النعم لله وحده، فلا ينسِب هذه النعم إلى نفسه أو عمله أو أحدٍ من الناس.

شُّكر اللسان: أن يشكر المؤمن الله باللفظ والذِكر والثناء والتحدُّث بنعمتِه، قال رسول الله: «إنّ الله ليرضى عن العبد أن يأكُل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها».

شكر الجوارح: أن يُسخِّر المؤمن جوارحه في طاعة الله ويتجنب المعاصي والذنوب، وبذلك يكون مؤمنًا بأن النعم من الله ويؤكد ذلك بعمله الصالح، فلا يكون شاكرًا باللسان فقط، مثل أن يعمل في طاعة الله بقراءة القرآن أو طلب العلم.

والشكر باللسان هو تكرار ذكر نعم الله والثناء عليه، والدعوة بالمعروف والنهي عن المنكر، وأما الشكر بالعمل أو الجوارح يكون بأداء الفروض والمحافظة عليها، كالصلاة والصيام والزكاة والحج أو النوافل، والشكر بالقلب يكون بمحبة الله والإخلاص له، فيكون ذلك سببًا للحفاظ على النعم والاستزادة منها.

يكون شكر الله بحمده على نعمه، واستعمال هذه النعم في طاعته وتجنب استخدامها في معصيته، فمثلًا يشكر الإنسان الله على نعمة عينيه بأن تستر كل عيب تراه، والأذنين تستر كل عيب تسمعه، كما يشكر الإنسان ربه باللسان أي بإظهار الرضى لفظًا عن نعمه التي لا حصر لها.

ومن شكر النعمة أن يتحدث بها الإنسان، فذلك يُعتبر لفت للآخرين إلى نعم الله، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب»، وقد ذُكر أنّ الحسن البصري كان يقول: «إن الله ليُمَتِّعَ بالنعمة ما شاء، فإذا لم يُشكر، قلبها عليهم عذابًا».