دعاء الضيق والاكتئاب

Mstafa Mowafy

:: Lv5 ::
مدير
26 ديسمبر 2022
228
10
18
الجنس
ذكر

دعاء الضيق والاكتئاب

ليس من الضروري علاج الهم والضيق والاكتئاب بالعلاجات النفسية، فمن الممكن القول بإن التقرب من الله والدعاء له من أكبر الأسباب التي تساعد على انشراح الصدر وجلاء الحزن والهم، وهناك عدد كبير من الأدعية والأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في معالجة الأمراض النفسية المختلفة، إذ أنها تصل ما بين العبد وربه سبحانه وتعالى، ومنها:

دعاء لا إله إلا الله العليم الحليم: {لا إله إلا الله العليم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب الأرض رب العرش الكريم”، وقد جاء عن أنس بجامع الترمذي، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا حزبه أمر، قال: “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث”.


دعاء اللهم رحمتك أرجو: جاء عن أبي بكرة في سنن أبي داود، أن نبي الله عليه أفضل الصلوات والسلام قال: {دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت}.


دعاء الله ربي لا أشرك به شيئًا: وهو ما ذكرته أسماء بنت عميس قائلةً: {قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب، أو في الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئًا”}، وفي رواية أخرى أنه يتم قولها 7 مرات.

دعاء اللهم إني عبدك: قد ورد عن أدعية الهم والاكتئاب بمسند الإمام أحمد: عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما أصاب عبدًا هم ولا حزن فقال: “اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدله مكانه فرحًا}.


دعاء ذي النون: عن سعد بن أبي وقاص في الترمذي، أنه قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له”، وبرواية أخرى “إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس”}.

دعاء اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن: عن أبي سعيد الخدري في سنن أبي داود، أنه قال: {دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: “يا أبا أمامة مالي أراك في المسجد في غير وقت الصلاة؟” فقال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، فقال: “ألا أعلمك كلامًا إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى دينك؟” قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: “قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”، قال: “ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عن ديني”}.

دعاء للتخلص من الهم والتفكير

إن التفكير الزائد أصبح أحد أسباب الهم والاكتئاب التي يُصاب بها الكثيرين، ومن الأدعية التي تساعد على التخلص من الهم ما يلي:

دعاء لا إله إلا الله العظيم الحليم: روى البخاري أن “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به عند الشعور بالكرب، {لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم}”.


دعاء اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن: ذُكر في صحيح البخاري أن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كان كثير الدعاء به، فيقول “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال”، وعلى الرغم من أنه لم يتم التصريح بأنه من أدعية جلاء الهموم وفك الكروب، إلا أن كلماته صريحة جدًا في الاستعاذة من الحزن والهم، والشخص المكروب في أشد الحاجة لقول مثل ذلك الدعاء الجامع.


الاستعاذة من الشيطان الرجيم: وهذا بقول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”، فقد ذُكر بصحيح مسلم: {أن عثمان بن أبي العاص، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا”، قال: “ففعلت ذلك فأذهبه الله عني”}.

دعاء الضيق بدون سبب

في الغالب ما يكون الشعور بالضيق بدون سبب من وسوسة الشيطان الرجيم إلى الإنسان، ولذا من الجيد أن يتوجه المؤمن بالدعاء لله بكل الدعوات التي يُمكنه قولها، ومن أهمها الاستعاذة بالله من وسوسة الشيطان فيقول: “اللهم أعذني من الشيطان، اللهم أجرني من الشيطان، اللهم احفظني من الشيطان، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم احفظني من مكايد الشيطان”، إلى جانب الإكثار من الذكر، وتلاوة القرآن.

وعند الشعور بالضيق بدون سبب يُمكن ترديد هذا الذكر بكثرة: {سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير}.

علاج الهم والاكتئاب من القرآن والسنة

من علاجات الهم والاكتئاب المذكورة في القرآن والسنة ما يلي:

  • التوبة.
  • التوحيد.
  • الاستغفار.
  • البراءة من الحول والقوة وتفويضهما إلى الله.
التوبة: وهذا لأن الذنوب هي سموم القلب، وتعمل على إضعافه وهلاكه، وبالتالي لا يمكنه التغلب على الأمراض، والتوبة تؤدي إلى الخلاص من الذنوب والتي تُعد سبب أسقامه، وبالتالي تقفل عنه أبواب الشرور، وتفتح أبواب السعادة والخير.

التوحيد: وكلما كان كاملًا وقويًا كلما زاد انشراح النفس وزالت الهموم، فقال عز وجل: {أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّنْ رَبِّه}.


الاستغفار: جاء في سنن أبي داود، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: {قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَن لَزِمَ الاستغفارَ، جَعَلَ اللهُ لَهُ من كلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ومِن كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، ورزَقَهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِب”}.

البراءة من الحول والقوة وتفويضهما إلى الله: قد ذُكر عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: “مَن كَثُرَتْ هُمُومُهُ وغُمُومُهُ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ”، كما ثبت في “الصحيحين”: (أنها كَنزٌ من كنوز الجَنَّة)، وأيضًا في “الترمذي” ثبت: (أنها بابٌ من أبواب الجَنَّة).