- 26 ديسمبر 2022
- 228
- 10
- 18
- الجنس
- ذكر
لايجوز تعليق التمائم إذ ا كانت من القرآن :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) وفي رواية: (من تعلق تميمة فقد أشرك). والتمائم إذا كانت من القرآن ففيها خلاف في الحقيقة ما بين أهل العلم من السلف والخلف فمن العلماء من يقول إن تعليق التمائم جائز ولا بأس به ومن العلماء من يقول إن تعليق التمائم محرم ولو كانت من القرآن لأن الأحاديث المانعة من التمائم أحاديث عامة، لم تستثن التمائم إذا كانت من القرآن.وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن تعليق التمائم لا يجوز ولو كانت من القرآن وذلك لعموم النهي في الأحاديث. وكذلك من اجل سد الذريعة، لأن تعليق هذه التمائم التي اختلف أهل العلم على تحريمها قد يفضي إلى تعليق التمائم التي اتفق أهل العلم على تحريمها. علاوًة على ذلك، من الممكن أن يكون تعليق التمائم التي تحتوي على آيات من القرآن عُرضة للامتهان بحمله معه في حال قضاء الحاجة ونحو ذلك ومعلوم أن كلام الله ينزه عن ذلك.
حكم تعليق التمائم إذا كانت من القرآن
اختلف أهل العلم في حكم تعليق التمائم إذا كانت من القرآن الكريم على قولين. القول الأول أنها تجوز ولكن لا دليل على ذلك والقول الثاني أنها لا تجوز والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) وفي رواية: (من تعلق تميمة فقد أشرك). وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثنِ شيئًا في الحديث الشريف ولو كانت التمائم التي تحتوي على آيات من القرآن تجوز لكان النبي استثناها.والتمائم هي ما يعلق على الأولاد وعلى الكبار والصواب هو أن تعليق التمائم لا يجوز. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن شيئًا في الحديث الشريف، ما قال: إلا القرآن، بل عمم عليه الصلاة والسلام فوجب الأخذ بالعموم. كما أن تعليق التمائم التي تحتوي على آيات من القرآن قد يفضي إلى تعليق التمائم التي ما هي من القرآن. ولذلك تحريم تعليق التمائم من القرآن فيه سد للذرائع فإن تعليق التميمة من القرآن وسيلة إلى تعليق التمائم الأخرى.
علاوًة على ذلك، في تحريم تعليق التمائم التي تحتوي على آيات من القرآن حفظ للقرآن من الامتهان. والله تعالى لم ينزل القرآن حتى يعلق في البيوت أو في السيارات أو على الصدور سواء للصغار أو للكابر ولكن أنزل الله تعالى القرآن حتى نتدبره ونعمل به. قال تعالى في سورة ص: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ). وبذلك تكون التمائم كلها ممنوعة، سواء كانت من القرآن، أو من غير القرآن، هذا هو الأصح من أقوال أهل العلم.
حكم تعليق التمائم إذا ما كانت من القرآن
حكم تعليق التمائم إذا ما كانت من القرآن فهي لا تجوز بلا شك كأن تكون من طلاسم غير معروف معناها. ولا خلاف بين الفقهاء والعلماء في عدم جواز التميمة إذا كان فيها اسم لا يعرف معناه، لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك، ولأنه لا دافع إلا الله تعالى. ولا يجوز تعليق هذه التمائم بأي شكل من الأشكال لا للصغار ولا للكبار والاعتقاد بأنها نافعة في كذا أو مانعة من كذا وهذا باطل ولا يجوز.ودليل تحريم التمائم في الحديث الصحيح أنهفي ركب عشرة إلى رسول الله فبايع تسعة وأمسك عن رجل منهم فقالوا ما شأنُهُ؟ فقالَ: إن في عضده تميمة فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله ثم قال: (مَن علّق فقد أشرك). وفي الحديث الصحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ).
وقال الله تعالى في سورة الزمر: (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون). والشخص إذا اعتقد في هذه التمائم النفع فهذا باطل وهذا من الشرك الأصغر لأن في تعليق هذه التمائم تعليق القلوب بغير الله والواجب تعليق القلوب بالله وحده واللجوء إليه في كل حال.
حكم تعليق الرقى والتمائم والتولة
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك). وفي هذا الحديث تحريم كل من الرقى والتمائم والتولة.والرقى المقصود بها في الحديث الشريف هي الرقى التي تحتوي على معاني غير معروفة أو طلاسم بأسماء مجهولة وليس المقصود بها الرقى بالآيات القرآنية والأدعية الشرعية لأن الرقية مشروعة شرعها النبي صلى الله عليه وسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا).
والتمائم المقصود بها ما يعلق على الصغار والكبار وهي إما أن يكون المكتوب في هذه التمائم من غير القرآن والسنة وهذا لا يجوز تعليقه باتفاق العلماء والفقهاء وإما أن يكون المكتوب في هذه التمائم من القرآن والسنة والراجح من أقوال العلماء والفقهاء أنها لا تجوز. فقد كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن. وهذه الكراهة هي كراهة تحريم. وإن كان يعتقد في هذه التمائم النفع والضر من دون الله عز وجل فهذا شرك أكبر، وإن كان يعتقد فيها للسلامة من العين أو الجن فهذا شرك أصغر.
والتولة فهي نوع من الخرز والتعاويذ، وهي نوع من السحر، وكله محرم لقول الله تعالى في سورة البقرة: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُر). فأبان سبحانه بهذه الآية أن تعليم السحر من عمل الشياطين، وأنه كفر لأنه يتوصل إليه بعبادتهم والتقرب إليهم بما يحبون.