- 26 ديسمبر 2022
- 228
- 10
- 18
- الجنس
- ذكر
خصائص النظام السياسي في الإسلام
- الربانية
- الشمول
- الواقعية
- الوسطية
- العالمية
شرح خصائص النظام السياسي في الإسلام
إن السياسة في الإسلام لها خصوصيتها، وقد عرف ابن القيم السياسة الشرعية بأنها: الفعل الذي يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد”،والنظام السياسي الإسلامي هو نظام أخلاقي مبني على الأخلاق والفضيلة واحترام حقوق البشر جميعًا، فقد دعا للمحافظة على العهد والمواثيق وحماية حقوق الإنسان وحمايته من الفتن ومن الطغيان وحتى الأسرى والأعداء لهم حقوق سياسية في الإسلام فلا يجوز قتلهم إذا لم يرتكبوا جرائم قتل ولا يجوز التمثيل بالأعداء بعد القتل.
كما أنه نظام عادل: فقد قال تعالى في كتابه العزيز: ” يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا”، وقال تعالى: ” فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا”، وهناك الكثير من الآيات التي تحث على العدل وتحذر من مغبة الظلم في الإسلام.
ويتميز النظام السياسي في الإسلام بالآتي:
الربانية من خصائص النظام السياسي في الإسلام
هي أولى خصائص النظام السياسي في الإسلام، فالإسلام ليس من وضع البشر، بل من وضع رب البشر، وهذا يجعله لا يتأثر بالأهواء، أما الأنظمة السياسية الأخرى فهي تتبع أهواء البشر.
وتتمثل الربانية في ربانية المصدر وربانية الوجهة.
ربانية المصدر: تعني أن هذه الخصائص مصدرها الوحي من الكتاب والسنة، والدليل على ذلك قول الله تعالى: :” وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم”.
ولهذه الميزة ثمار عديدة منها:
- العصمة من أي تناقض سواء في الأحكام أو في النظام أو في التطبيق.
- البراءة من التحيز والميل لمصلحة طائفة من البشر أو لون أو عرق أو بلد دون أخر.
- الاحترام
- التحرر من عبودية الإنسان، فالعبودية هي الذل والخضوع والانقياد وقد انحرفت الأنظمة السياسية الوضعية بتذليل الأتباع للمتبوعين وانحرفي في جانب أخر من جوانب العبودية هو أن السادة قد يحرمون على أتباعهم ما يشاءون ويحللون لهم ما يشاءون، أما في الإسلام فالمشروع هو الله عز وجل فلا عبودية إلا له سبحانه.
والعمل بالنظام السياسي الإسلامي هو أمر يتعبد به لله، فالسياسي في الإسلام الذي يسير على شرع الله ويخلص النية لله عز وجل يكون مأجور على عمله والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم الإمام العادل”.
ويقول صلى الله عليه وسلم أيضًا: ” ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد ريح الجنة”، فإذا كان الله عز وجل يعاقب عند عدم العمل فإنه أيضًا يؤجر العاملين عند عملهم.
الشمول
النظام السياسي في الإسلام هو نظام كامل والكمال يترافق معه الشمول، وقد قال تعالى:” ما فرطنا في الكتاب من شيء”، وقال سبحانه :” ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء”.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: ” لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما”.
العالمية
إن النظام السياسي في الإسلام عالمي فقد اشتمل على جميع مصالح الناس ومنافعهم، لأنه تنزل من لدن حكيم خبير، لجميع البشر على حد السواء، وهو صالح لكل البشر باختلاف طبيعتهم الإنسانية وبصرف النظر عن عرق أو جنس أو لون أو لغة، وبصرف النظر أيضًا عن المكان والزمان فهو صالح للناس جميعهم على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ولقد جاءت الآيات والأحاديث ببيان هذه الصفة ومن:
ذلك قوله الله تعالى: ” قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا”
أيضًا ورد في الحديث الشريف:” أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث لقومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة”، فرسالة الإسلام عامة وعالمية وهذا أهم ما يميزها عن أي رسالة أخرى.
أيضًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر”.
الوسطية
جاء الإسلام الحنيف وسطًا في عقيدته ووسطًا في شريعته بين الغلو والتقصير، وكذلك وسطًا في أنظمته ومن جملتها النظام السياسي الإسلامي فلا هو نظام ديكتاتوري مفرط ولا نظام ديمقراطي مفرط وهو بهذا خير نظام عرفته البشرية.
وقد وصف الله عز وجل هذه الأمة بالوسطية، كما في قوله تعالى:” وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا”.
إن من أجلى مظاهر ملائمة النظام السياسي الإسلامي للمطالب البشرية التميز بالتوازن بين الوسطية والتوازن بين الثبات والتطور.
الواقعية
يتصف النظام السياسي الإسلامي بالواقعية لأنه ممكن التحقيق في الحياة الإنسانية، وهو ليس بعيدًا عن الحقائق وأمور الحياة، فهو ليس نظامًا مغرقًا في الخيال ولا يغفل عن الطبيعة البشرية ولا يشمل على القضايا المنطقية المجردة أو التصورات العقلية المجردة، ولا قوانين مثالية ولا مقابل لها في عالم الواقع.
وإنما هو نظام يشرع للناس كما هو في عالم الواقع.
ومن أكبر مظاهر واقعية النظام السياسي في الإسلام أنه يتعامل مع هذه الحياة الواقعية بكل ما فيها من خير وشر، وما فيها من بشر لهم لحم ودم وأعصاب وعقل ونفس وروح.
يقول الله تعالى:” لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”.
وقال تعالى: “زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب، قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد”.
وقد جاء الدين الإسلامي الحنيف مطابقًا للواقع وموافقًا للفطرة الإنسانية وهذا في المجال السياسي يعني ثلاثة أمور:
- أنه أتي بأنظمة وتشريعات سياسية يمكن تطبيقاها في واقع البشر.
- النظر إلى الحاكم على أنه بشر له حقوق وعليه واجبات وعدم التجاوز في حقوقه إلى ما ليس له.
- النظر إلى المحكوم على أنه بشر له حقوق وعليه واجبات وعدم بخسه من الحقوق ما هو له.