- 26 ديسمبر 2022
- 228
- 10
- 18
- الجنس
- ذكر
للقران الكريم دور في دراسة التاريخ البشري
نعم، للقران الكريم دور في دراسة التاريخ البشري، حيث نجد فيه الكثير من المواضع التي تشير إلى الإعجاز في حياة النبي عليه الصلاة والسلام كما يخبرنا قصص حدثت في زمن النبي عليه الصلاة والسلام سواءً عند الصحابة أو أمهات المؤمنين أو من المشركين الذين أذوا النبي صلى الله عليه وسلم.يعتبر القرآن الكريم معجزة الله في الأرض، وبدونه لم نكن لنعلم الكثير من القصص مثال على ذلك قوله تعالى: ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)آل عمران. يخبرنا الله عز وجل عن تفاصيل قصة مريم رضي الله عنها.
تمتلئ نصوص القرآن الكريم بقصص الأمم الماضية والقصص التاريخية التي لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام ليعلمها بدون الوحي لأنه كان أميًا لا يقرأ قبل نزول الوحي. وهذه القصص تعطينا عبر كثيرة مثل معرفة أخبار الأمم وكيف دمرهم الله بذنوبهم وطغيانهم، والنصر من عند الله الذي يأتي قريبًا لا محالة مهما طال الانتظار.
بالإضافة إلى ذلك، إخبار النبي عليه الصلاة والسلام للأخبار التي حدثت في الأمم السابقة دليل قوي على صدق نبوته وأحقية رسالته عليه أفضل الصلاة والسلام.
القران الكريم دور في دراسة التاريخ البشري عبر
علمنا الكثير من الأخبار عن الأنبياء ما قبل النبي عليه الصلاة والسلام وتاريخ الأمم ما قبل النبي عليه الصلاة والسلام وفي عهد وتتبع آثار الكثير من الأمم عبر التاريخ البشري من خلال القصص القرآني بأنواعها الثلاثة وهي:- النوع الأول: اشتمل على قصص الأنبياء
- الثاني: قصص قرآنية عن اشخاص ليسوا بأنبياء
- الثالث: قصص تتعلق بالأحداث في زمن النبي عليه الصلاة والسلام
قصص الأشخاص: نلاحظ أيضًا في القرآن الكريم قصص عن اشخاص ليسوا بأنبياء، مثل قصة اصحاب الكهف وقصة تمكين ذي القرنين، وقصة الخضر عليه السلام مع النبي موسى. بالإضافة لقصة طالوت وجالوت، وقصة الفيل التي حدثت قبل عهد النبي عليه الصلاة والسلام. وقصة قارون والكثير من القصص التي حدثت في الأمم السابقة
توثيق الاحداث في زمن النبي عليه الصلاة والسلام: نتعلم الكثير عن التاريخ ما قبل عهد النبي من قبل القرآن ونستفيد من العبر في قصص الأنبياء. بالإضافة إلى ذلك يتضمن القرآن الكريم قصص تتعلق بالأحداث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قصة غزوة بدر وأحد التي تم ذكرها في سورة آل عمران، وغزوة حنين وتبوك في سورة التوبة. وغيرها من القصص النبوية التي لا تتعلق بالضرورة بالغزوات بل عن الصحابة الكرام ومواقفهم البطولية في الوقوف بجانب الحق والإسلام.
علاقة التاريخ بالقصص القرآني
لم يكن الهدف من وراء هذه القصص معرفتها فقط، إنما كان الهدف وراء كل قصة من القصص القرآنية المتعلقة بالتاريخ البشري الوصول لهدف ما وتوصيل فكرة ما. نجد الكثير من القصص القرآنية التي تروي التاريخ وتبسطه على شكل قصص. وقال تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ {يوسف: 3}. والقصص القرآنية تعتبر من أحسن القصص لصدقها وجمالها، ونستخلص من هذه القصص الكثير من الفوائد مثل:- أخذ العبرة من هذه القصص، من الخير أو الشر
- العقاب الإلهي الذي يحل على المتكبرين
- معرفة القصص التاريخية الجميلة التي تروى أحداث الصالحين وحياتهم
العقاب الإلهي الذي يحل على المتكبرين: مثال عليها قصة آدم عليه السلام أول خلق. تروي هذه القصة المذكورة في العديد من السور القرآنية بشكل متفرق كيفية خلق سيدنا آدم عليه السلام ونفخ الروح فيه، وخروج آدم من الجنة لعصيانه أمر الله عز وجل. وتوبة آدم وعفو الله عنه وتكبر إبليس وإغوائه للناس. في هذه القصة نشاهد الكثير من العبر منها العقاب الإلهي وأهمية التوبة التي ننال بها رضى الله عز وجل وعفوه.
معرفة أحداث الصالحين: نقرأ في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قصص عن الصحابة والأشخاص الصالحين لا يستوعبها عقلنا من فرط جمالها. مثال عن القصص الجميلة التي سمعنا بها وتأثرنا بها جميعنا، قصة أصحاب الكهف، وقصة موسى مع الخضر الذي أوتي من الله علمًا واسعًا، وتمكين الله عز وجل لذي القرنين.
من القصص الجميلة التي أثرت بالجميع قصة النبي يوسف عليه السلام الذي أدى حقد إخوته له لرميه في الجب، وتوالت عليه الهموم والمصائب وتم زجه في السجن، حتى جاء فرج الله سبحانه وتعالى وأصبح عزيز مصر ونبي الله وعاد إلى والده بعد فراق دام طويلًا.
فوائد القصص القرآني
- بيان اساس الشرائع التي دعا إليها الأنبياء. فالأنبياء جميعهم دعوا إلى توحيد الله الواحد الأحد وعانوا من تكذيب القوم لهم ومعارضتهم فعاقب الله المكذبين أشد العقاب. قال تعالى: : وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ
- تصديق دعوة الانبياء، بالإضافة إلى معرفة أخبارهم
- إخبار النبي عليه الصلاة والسلام بقصص لم يكن من الممكن معرفته بها بدون الوحي. وهذا دليل على صدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم
- تقوية وتثبيت المؤمنين على دين الحق ودين الإسلام. كيف لا وهم يقرأون عن تعذيب الضعفاء المؤمنين وثباتهم في سبيل دعوة الحق، وثبات الأنبياء من أجل إيصال رسالة الله عز وجل. كما يعتبر القرآن الكريم مواساة لقلوبهم حتى يتأكدوا من أن الله سوف ينصر جنده في النهاية ويخذل أهل الباطل
- وجود الحجة والدليل القاطع لأهل الكتاب الذين كتموا البينات. فكان القرآن الكريم ردًا على ما قاموا بتأليفه: لُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
- ترسيخ العبر: العبر التي يمكن استخراجها من القرآن الكريم كثيرة للغاية، قال تعالى: لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ