على ماذا يدل البكاء أثناء قراءة القرآن

[Mstafa Mowafy]

البكاء أثناء قراءة القرآن دليل على​

• التّدبُّر والخشوع.
• طهارة قلب القاريء.
• التأثُّر صدقًا وإخلاصًا.

يُعد البكاء أثناء قراءة القرآن سنة من السّنن العظيمة، والتي كادت أن تختفي عند الكثير من مسلمين هذا الزمان، فالبكاء أثناء قراءة القرآن أو سماعه ما هو إلا عادة اتّصف وعُرف بها صالحي المؤمنين من العِباد، وتدل على الخشوع التدبُّر في معاني الآيات وطهارة القلب، والتأثُّر صدقًا وإخلاصًا.

وربما لم تعد هذه العادة شائعة كما كانت في الأزمان السّابقة لانشغال الجميع بأمور الدُّنيا عن قراءة القرآن يوميًا الكريم، لذا غابت عن الجميع لذّة آياته وقلَّ تأثر القلوب بوعيده ومعجزاته، ومع ذلك فإنَّ القليل منا مازال يتأثّر بالقرآن الكريم ويتدبَّر معانيه، ويخضع عند سماعه، وهي من أجمل الأمور المحمودة التي تدل على طهارة قلب المؤمن.

حكم البكاء أثناء قراءة القرآن​

البكاء أثناء قراءة القرآن أمرًا محمودًا، وكلما كانت قراءة الآيات بخشوعٍ وتدبُّر وتأثر صادقًا، كلما كان الأجر عظيم، ومع ذلك البشر متفاوتون ومختلفون عن بعضهما البعض في المشاعر، والعواطف وغيرها.


لذا نجد البعض يشكو من عدم البكاء عند سماع أو قراءة القرآن الكريم، وهذا الأمر لا يُحاسب عليه لأنّه كما ذكرنا البشر متفاوتون، وأوصى كِبار الفقهاء في هذه الحالة بالإكثار من قراءة القرآن وتدبُّر آياته ومحاولة الخشوع عند سماعه.

البكاء أثناء قراءة القرآن يدل على السحر​

لا، قد يدل البكاء أثناء قراءة القرآن على الخشوع والتأثّر بآياته، وليس معناه إصابة هذا الشّخص بالسّحر، أنّما ينفُر المسحور من سماع القرآن الكريم، ويشعر بالضّيق بعد سماعه، وقد يصل به الحال إلى البكاء الشديد لمجرّد سماع الرقيّة الشرعيَّة.

لذا فإنَّ المسحور تظهر عليه العديد من العلامات التي تدّل على ذلك، منها كثرة التثاوب والرغبة في النوم، وقد يتعرض البعض لحالة من الإغماء أو فقدان الوعي عند سماع القرآن.

سبب البكاء عند سماع سورة البقرة​

قد يكون البكاء عند سماع سورة البقرة ليس إلا خشوعًا وتأثرًا بها، وقد يكون البكاء المصحوب ببعض الأعراض الأخرى دليلاً على الحسد أو السّحر، فالمحسود أو المسحور يشعر بالتّعب والإجهاد بعد قراءة سورة البقرة، وقد تصاحبه بعض العلامات الأخرى منها:

• التعرّق المُفرط.
• التعب وفقدان الوعي لدقائق.
• الإعياء الشديد والإصابة بالغثيان والتقيؤ.
• التثاوب بكثرة، والرغبة الشديدة في النوم.
• رؤية الثعابين والعقارب في المنام.
• الإصابة بصداع شديد عند القراءة أو سماع السورة بشكلٍ غير مُحتمل.
• الشعور بالألم في القدمين أو إحداهما.
• ظهور بعض الكدمات على الجسم.

ما سبب البكاء عند سماع القرآن​

التأثُّر به صدقًا وإخلاصًا.

يعود سبب البكاء الطبيعي عند سماع القرآن إلى تأثُّر السّامع بآياته، نتيجة لخشوعه وتدبره لمعانيها لما فيها من وعيد أو وعود من الله عزّ وجلّ، وهذه العادة غير شائعة ولا يتصف بها إلا قليل من صالحي المؤمنين، ولها عند الله عزٍ وجلّ أجر عظيم.

وهي من أكثر العادات الصالحة والمحمودة، كونها دليل واضح على طهارة القلب إذ قالَ عثمان بن عفان رضي الله عنه: “لو طهرت قلُوبِنا ما شَبِعت من كلامِ ربنا”، كما جاء عن الإمام النووي قوله: “ويُستحب البكاء، والتَّباكي لمن لا يقدر على البكاء، فإنَّ البكاء عند القراءة صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين”.

أسباب الضيق عند سماع القرآن​

• الإقبال على قراءة القرآن أو سماعه مُضطرًا أو مُجبرًا، أو أن يكون الشّخص مكروهًا على سماعه أو قراءته، مما يُسبب الشعور بالضّيق الشديد.
• والسبب الثاني هو تسلُّط الشياطين والجن على القاريء، وذلك لأنَّ الجن إذا اعتدى على المؤمن، يجعله يشعر بالضيق والاختناق، وإذا كان الجن كافرًا فيكون حريصًا على إفساد العلاقة بين العبد وربه، ويُمكن علاج هذا الأمر بالالتزام على الرقية الشرعيَّة.
• إصابة الشّخص بالحسد أو السحر.

وعادةً ما تكمُن طرق العلاج من أسباب الضيق عند سماع القرآن الكريم، في الاستمرار على قراءة أذكار الصباح والمساء، والاستمرار على تحصين النّفس بالرقية الشرعيَّة، وكذلك المحافظة على الوضوء والصلاة في أوقاتها، والالتزام بقراءة القرآن يوميًا حتى وإن كانت صفحة واحدة، وأخيرًا اللجوء إلى دعاء الله عزّ وجلّ في كل صلاة ليصرف الأذى.

اهتزاز الجسم أثناء قراءة القرآن​

قد يكون اهتزاز الجسم أثناء قراءة القرآن دليلاً على الخشوع، وخشية الله والخوف منه، وذلك لقول الله عزّ وجلّ {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}

كذلك قد يكون اهتزاز الجسم أثناء قراءة القرآن دليلاً على المس الشيطانيّ، وذلك إذا حدث الاهتزاز دون إرادة، ودون الشّعور بالخوف أو الوجل.

 

[ahmedgeraya]

بارك الله فيك